لم يكن ينتظر مصر شرف كبير بتولي وزير ثقافتها لمنصب مدير عام اليونسكو.... والحق اني كنت اشفق على الوكالة من ان يكون مديرها هو الوزير الفنان....مش متخيلها الصراحة...نكتة.. .... واليونسكو اختصار لأسم "منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" واحنا بالصلاة ع النبي لا تربية ولا علم ولا ثقافة .... احنا نص كلامنا شتايم...والنص التانية الفاظ غير مفهومة...والعلم عندنا لا يكيل بالبتنجان
لم يكن الوزير الفنان خير من يمثلنا....لم يكن الوزير الفنان هو من يمكن ان يرفع شعار الحرية والثقافة وحوار الحضارات....لم يكن الوزير الفنان هو الصورة المثلى للمواطن العربي المسلم الذي
سينتصر للثقافة والتاريخ العربي ويفتح مجال تواصل ثقافي مع الغرب....لم يكن الوزير الفنان هو رمز الشرف الذي يجب ان يؤازره العرب والمصريين من قبلهم
ماذا يعرف عن المصريين؟ ماذا عن ثقافتهم ومستوى انفتاحهم؟
ماذا بعد 22 عاما وزيرا للثقافة ؟؟ ماهي الانجازات التي اتمها...طبعا غير لوحاته العبقرية..... صحيح......22 سنة في الوزارة..... مين حس بأيه؟...حد حس بخطة معينة لتطوير العقلية المصرية؟ او منظومة محددة وضعتها وزارة الثقافة للارتقاء بالذوق العام او التنوير الشعبي؟ حد شاف اي تعاون مثمر...وحط خط تحت كلمة مثمر دي... بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم مثلا..كلها اجتماعات ولقاءات ومصافحات وشاي وقهوة وكل عام وانتم بخير...
اين انجازات وزارة الثقافة ووزير الثقافة في مصر طوال 22 عام؟
الوزير الفنان والذي فور خسارته اطلق تصريحات نارية من عينة...انا اكبر من المنصب...انا ضحية...العالم تأمر عليا....ومش عارف ايه...هما الخسرانين
نظرة سريعة الي موقعة الرسمي تجد استجداء مهين واعتذار صريح عما بدر منه من تصريحات بحرق الكتب الاسرائيلية ان وجدت في مكتبات المحروسة...
افهم ان يعتذر الشخص اقتناعا عن خطأه....افهم ان يعتذر احتراما وليس استجداء....
وليته كان اعتذارا فقط... بل لقد استدعى منه الامر الي التكفير عن خطأه في حق الاسرائيليين بأن يسمح بترجمة بعض الكتب العبرية الي العربية....مرة اخرى ليس من باب معرفة الاخر والحوار معه ولكن من باب الاعتذار وتكفير الذنب
بالاضافة لترميم المعابد اليهوديه و ودعوةقائد الاوركسترا الاسرائيلي لاوبرا القاهرة… دا غير الكلام اللي كان بيتقال عن ثروات اليهود المتروكة في مصر والتي تسعى اسرائيل لاستعادتها او اخذ التعويض عنها
تركيز مستفز على الاعتذار المباشر وغير المباشر والاستجداء للاسرائيلين من اجل المنصب حتى ولو اضطر لتهديد ثقافة شعب بأكمله من اجل تحقيق اهواء شخصية ومن اجل كرسي ومجد شخصي وبغض النظر عن مشاعر الشعب اللي المفروض ان سيادة الوزير موظف عنده
اما عن النسبة المرتفعة من الاصوات التي حاز عليها فأشك في مصدرها….. اشك وبشدة….. ملايين من الدولارات ممكن….اتفاقيات تحت الترابيزة اكيد…. ضمانات ومصالح احتمال كبير
فنحن لسنا بالدولة الصالحة التي تتعامل بشفافية ونضج سياسي واهداف استراتيجية وفي ظل هذة الاجواء لا اؤمن بوجود من يعمل للصالح العام
نظرة سريعة بردو على السيرة الذاتية للسيد ة ايرينا بوكوفا الفائزة وبمقارنتها بالسيرة الذاتية للوزير الفنان سنجد الفرق...الفرق بين قالب متجمد من 22 عاما و نشاط متجدد...وبالقياس على نظام كل دولة سنجد الفرق مفزع
على رأي احمد المسلماني... الوزير الفنان كان امامه المنصب...كانت امامه المصلحة...وكان الشعب من وراء ظهره
واذا ارتضينا الانهيار الثقافي فكفانا...ولنرفع ايدينا عن العالم ومؤسساته
بلا خيبة